شهادة إلى:
جودة تتماشى مع النظام الأوروبي
إن المنهج المتّبع في اختبارات شهادة إلى يتماشى مع توصيات “إمامُل” * وهو الإطار المرجعي الاوروبي المشترك للغات، سواء في التعلّم أو في التدريس أو في التقييم، والذي تمّ توظيفه هنا ليتناسب مع اللغة العربية .
لقد كان هدفنا منذ البداية هو اتّباع الوسيلة الاختبارية المناسبة التي تترجم المعايير والقواعد المتفق عليها والمعترف بها لدى الاتحاد الأوروبي. لهذا السبب اخترنا اتّباع “إمامُل” ، الوسيلة المتّبعة في اختبار مراحل اكتساب اللغات في بلدان الاتحاد الأوربي. وبدى لنا أنه من الضروري اتّباع تلك المراحل الاختبارية للتوثيق والشهادة على اكتساب الكفاءة في اللغة العربية من خلال شهادة إلى ، وذلك بعد اجتياز كلّ اختبارات المهارات المشار إليها في “إمامُل”.
وفي هذا الاتجاه، كان اهتمامنا منصبّ على دراسة اللغة العربية المعاصرة. ونقصد هنا بالعربية التي تعبر عن مجالات الحياة المعاصرة بالدرجة الأولى، تلك المستعملة في نطاق رسمي لدى هيئات عالمية نذكر منها على سبيل المثال جامعة الدول العربية ومنظمة الامم المتحدة وكل الهيئات التي تعتمد اللغة العربية سواء تعلّق الأمر بمراحل التعليم أو بوسائل الإعلام في الدول العربية وفي العالم. ونخص بالذكر تلك الهيئات التي تولي أهمية كبرى للجانبين اللغوي والثقافي في الشكل والمضمون، وتمثل الهوية اللغوية للناطقين بالعربية. وهذا لا يعني أننا لم نأخذ بعين الاعتبار العاميات العربية العديدة ومدى أهمية اكتسابها – دون استثناء أو تفضيل عامية عن الأخرى – ودورها الكبير في التواصل الشفاهي الفوري مع الناطقين بها. ولكن فريق البحث فضل أن تكون معالجة هذا الجانب من اللغة العربية على حدى وبعد اجتياز المستويات الرئيسية المسطّرة لاكتساب اللغة العربية المعاصرة الرسمية. إضافة إلى ذلك فنحن نعلم أنه لا توجد شهادات كفاءة رسمية في اتقان العاميات المحلية تصدرها مراكز لغوية معترف بها عالمياً.
الميزة الثانية لمشروعنا هي أننا عمدنا في المرحلة الأولى إلى وضع اختبارين خاصين بدرجتي المستوى الأول (A2 – A1) يعتمدان فقط على تقييم قدرة المهارات السمعية والشفاهية
واختيارنا هذا ينطلق من بعض المعطيات المرتبطة بالواقع المعاصر لدور اللغة العربية على الصعيد العالمي. ولما رأينا أن مناهج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها يطغى عليها التركيز على الجانب النظري وفهم المكتوب ارتأينا أن يهتمّ مشروع إلى بوجه خاص باكتساب مهارة المسموع التي نرى أنه لا يمكن الاستغناء عن وظيفتها الأساسية في التفاعل باللغات الحية. وهذا لن يتعارض مع اختبارات الطرائق النظرية الأخرى بل يكملها ولكن يحفّز الطالب على الممارسة الشفاهية للعربية. والمعروف أن تفعيل مهارات المسموع ، لأيّ لغة كانت، يتطلّب توظيف كفاءات لغوية أعلى من مما يتطلّبه تفعيل مهارات انتاج المكتوب.